"غياب متعمد".. الإعلام الإسرائيلي يكشف أسباب استبعاد نتنياهو من قمة شرم الشيخ للسلام

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يشارك في قمة شرم الشيخ للسلام، التي من المقرر أن تُعقد عقب انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القصيرة لإسرائيل غدًا (الاثنين).

وذكرت الصحيفة أن القمة، التي وُصفت بالتاريخية، ستجمع نحو عشرين زعيمًا من مختلف دول العالم، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى جانب ممثلين عن إيطاليا وتركيا وإندونيسيا والسعودية والأردن والإمارات وقطر وباكستان. كما أكدت قناة NTV التركية مشاركة الرئيس رجب طيب أردوغان في القمة.

وتشير الصحيفة إلى أن غياب نتنياهو عن قائمة المدعوين أثار تساؤلات واسعة داخل الأوساط السياسية في إسرائيل حول ما إذا كان استبعاده يمثل "إهانة دبلوماسية" لإسرائيل أم "راحة مقصودة" لنتنياهو الذي يواجه ضغوطًا متزايدة في الداخل والخارج.

ويرى محللون إسرائيليون أن كلا الاحتمالين صحيح؛ فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي – مضيف القمة – معروف بعلاقته الفاترة مع نتنياهو، في حين أن الرأي العام العربي يرفض بشدة ظهوره في أي فعالية إقليمية بعد الحرب الأخيرة في غزة، ما يجعل حضوره "غير مرغوب فيه" بالنسبة للعديد من القادة العرب المشاركين.

وأضافت يديعوت أحرونوت أن الإدارة الأمريكية لم تُبدِ اعتراضًا على استبعاد نتنياهو، إذ يُعتقد أن واشنطن تركت لمصر حرية تحديد قائمة المدعوين، في ظل تراجع اهتمامها بدور إسرائيل في هذا التوقيت الحساس من مرحلة ما بعد الحرب.

وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو نفسه لا يُبدي حماسًا لحضور مؤتمر يُتوقع أن يطرح بقوة ملف "حل الدولتين" واستئناف مفاوضات السلام، وهو ما يتناقض مع مواقفه السياسية الرافضة لهذا المسار في الوقت الراهن.

ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن "عدم دعوة نتنياهو كان قرارًا متعمّدًا"، مضيفًا: "ربما كان من الأفضل له ألا يحضر، لأن ختام القمة سيشهد دعوات لتقديم تنازلات وقبول خطوات تمهد لحل الدولتين، وهو ما لا يرغب فيه رئيس الوزراء إطلاقًا".

ويُعد غياب إسرائيل عن قمة شرم الشيخ إحدى أبرز المؤشرات على تغير المناخ الدبلوماسي في المنطقة، وسط تزايد الرغبة الدولية في التركيز على إعادة إعمار غزة وبحث مستقبل عملية السلام بعيدًا عن التوترات الإسرائيلية الداخلية.